فتح الشريان التاجي بواسطة البالون (PTCA )

1- القلب :

يوجد القلب في وسط الصدر خلف عظام القفص الصدري . يزن حوالي باوند واحد وبحجم قبضة اليد، ويتكون من عضلة خاصة تضخ الدم عبر العديد من الشرايين التي تمد الجسم بالأوكسجين والغذاء وحتى يقوم القلب بهذا العمل ينقسم إلى قسمين :

الدم القادم من الأوردة يتجه إلى القسم الأيمن من القلب حيث يقوم بالضخ إلى الرئتين ، وهناك يتحمل الدم بالأوكسجين ويتجه إلى القسم الأيسر من القلب والذي يقوم بضخ الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة عن طريق الشريان الابهر وأوعيته المختلفة .

2-الشرايين التاجية

حتى يقوم القلب بوظيفته كمضخة للدم ، يحتاج إلى إمداد دائم من الأوكسجين ، والذي يتم عن طريق الشرايين التاجية ، وهناك شريانيين رئيسيين يتفرعان من الشريان الابهر ويسيران على سطح القلب الخارجي وينقسمان إلى عدة أفرع اصغر لامداد القلب بالدم اللازم .

الشرين التاجي الأيمن يمد القلب الأيمن والجزء الخلفي من القلب بالدم ، أما الشريان التاجي الأيسر فله تفرعان رئيسيان : الفرع الأكبر وهو الشريان الأمامي النازل ( LAD ) ويمد الجهة الأمامية للقلب بالدم ، والشريان التاجي الملتف CX ) ) يمد القسم الأيسر من القلب من الطرف والخلف .

3- أمراض تصلب شرايين القلب :

في بعض الأحيان يحدث تضيق في تجويف بعض شرايين القلب التاجية نتيجة تجمع مواد دهنية في الداخل وتسمى هذه العملية ( تصلب الشرايين ) . عندما يحدث ذلك ، يقل تدفق الدم إلى القلب ، مما يؤدي إلى حدوث آلم بالصدر يسمى الذبحة الصدرية . هذا يحدث عندما لا يستقبل القلب كمية كافية من الأوكسجين أثناء عمله ، وخاصة في أوقات الجهد مثل الرياضة ، الا انه قد يحدث وقت الراحة في حالات المرض المتقدم . معظم الناس يصفون الذبحة الصدرية بأنها ضغط على الصدر ، وقد يمتد إلى الكتف أو الذراع الأيسر ، أو الرقبة أو الفك في بعض الحالات . وبشكل عام يخف الألم بالراحة .

4- الجلطة القلبية ( احتشاء عضلة القلب )

أثناء الجلطة القلبية ( M.I ) تكون الأعراض شديدة جدا ولفترة أطول منها مع الذبحة الصدرية ، كما أن الألم لا يستجيب للراحة أو حبوب النيتروجلسيرين تحت اللسان . خلال الجلطة القلبية يحدث انغلاق كامل للشريان ، ويموت جزء من عضلة القلب نهائيا . ويحدث الانغلاق بسبب وجود جلطة في مكان تضيق سابق داخل الشريان . وإذا اصبح جزء من القلب غير فعال بسبب انغلاق الشريان قد يؤدي إلى فقد القلب بعض قدرته على ضخ الدم . ولكن إذا أمكننا اكتشاف الانغلاق مبكرا وعلاجه بشكل سريع وفعال ، قد نستطيع إنقاذ عضلة القلب .
هناك طرق عديدة لتشخيص تضيق الشرايين ، منها فحص الجهد الذي يتم على جهاز تريدميل ( TREADMILL ) واستخدام جهاز تخطيط القلب الكهربائي (E C_G ).
وهناك فحص بالثاليوم سكان ( التنظير المشع ) والذي يتم إعطاءه عن طريق الوريد ، للتعرف على منطقة القلب التي بها تضيق أو انغلاق شرياني ، ولكن الفحص الأكثر دقة في كشف ذلك هو فحص القثطرة القلبية ، حيث يقوم الطبيب بإعطاء صبغة خاصة داخل شرايين القلب واخذ صور أشعة سينية سريعة ، وبالتالي يتضح وجود تضيق أو توسع شرياني ومكان هذا التضيق أو التوسع بالضبط .

5- علاج تضيق الشرايين التاجية


هناك ثلاثة طرق لأجراء ذلك :


أولا : عن طريق الأدوية التي تعمل على زيادة تدفق الدم للقلب أو تقلل من احتياج القلب للدم .

ثانيا : يمكن أجراء عملية جراحية للقلب ، يتم بواسطتها نزع وريد من الساق ، ويتم وضعه ما بين الشريان الابهر والشريان التاجي بعد منطقة التضيق ، وبهذا يسير الدم عبر الوريد الجديد إلى الشريان التاجي ومنه إلى عضلة القلب ، متخطيا بذلك منطقة التضيق مع ملاحظة امكانية استخدام شريان من الصدر بدلا من الوريد من اجل تروية عضلة القلب .


ثالثا : يمكن فتح الشريان عن طريق استعمال البالون وهي ما تسمى بـ (PTCA ) وهي طريقة جديدة لا تحتاج إلى عملية جراحية وتسمى فتح الشريان التاجي بواسطة البالون الداخل عبر الجلد إلى تجويف الشريان ( تشبه إلى حد كبير عملية القثطرة القلبية ) . وتتم هذه العملية عن طريق إدخال سلك ثم أنبوب القثطرة إلى داخل تجويف الشريان التاجي عبر منطقة التضيق ، ويتم إدخال قثطرة أخرى بنهايتها بالون غير منفوخ باتجاه السلك الأول حتى يصل البالون إلى منطقة التضيق ، ثم نفخ البالون عدة مرات حيث يقوم بالضغط وتشقيق المادة الدهنية المتكونة على جدار الشريان ، ثم يتم سحب البالون ويترك وراءه قطرا أوسع للشريان يسمح بتدفق اكبر للدم إلى القلب وربما احتاج الأمر وضع شبكة معدنية داعمة (stent ) في بعض الحالات من اجل الإبقاء على الشريان في حالة التوسع .

ويتم الاختيار بين هذه العلاجات الثلاثة حسب حالة المريض الصحية ، الأعراض الموجودة ، مكان التضيق ، عدد التضيقات وشدة التضيق الموجود .

6- التحضير لهذا الأجراء ( PTCA )

يتم إدخال المريض إلى المستشفى قبل الأجراء بيوم واحد ويتم أجراء فحص الدم الروتيني ، فحص تخطيط القلب الكهربائي ECG وعمل صورة شعاعية للصدر .

ويجب أن يمتنع المريض عن التدخين قبل الأجراء حتى تعود الشرايين إلى طبيعتها ، ويعطى المريض أسبيرين للحفاظ على الشريان بعد فتحه . ويجب على المريض في ذلك الوقت أخبار الطبيب بأي نوع من أنواع الحساسية التي قد توجد عنده ، كما يجب أن يمتنع المريض عن أي طعام أو شارب بعد الساعة 12 منتصف الليل قبل الأجراء بليلة واحدة وقبل الأجراء بلحظات يتم إعطاء المريض مادة مهدئة لتخفيف التوتر ولكن يبقي المريض في كامل وعيه ، حيث يتم التحدث إلى المريض خلال الأجراء ويطلب منه بعض التعاون . ومن المهم أيضا أن يذهب المريض إلى الحمام للتبول قبل الأجراء ، حتى لا يكون مضطرا لذلك وقت الأجراء .

7- كيف يتم هذا الأجراء ( PTCA )

يتم الأجراء في غرفة أشعة سينية خاصة ( مختبر قثطرة القلب ) وليست غرفة عمليات ، ويستغرق الأجراء تقريبا من ساعة إلى ثلاث ساعات ، يستلقي المريض على سرير خاص ويتم توصيل الصدر واليدين والرجلين إلى جهاز مراقبة تخطيط القلب الكهربائي ، ويعطى المريض سائل عن طريق الوريد خلال الأجراء بكامله يتم حلق الشعر في المنطقة الاربية ( أعلى الفخد ) وغسل المنطقة بواسطة مادة معقمة ، ويتم تغطية المريض بأغطية معقمة أيضا ثم يقوم الطبيب بإعطاء مخدر موضعي في المنطقة الاربية تحت الجلد وبواسطة إبرة خاصة يتم إدخال قثطرة خاصة في الشريان الفخدي وعبر هذه القثطرة ( المجوفة ) يتم إدخال سلك إلى منطقة التضيق بالشريان ، ومن ثم يتم إدخال قثطرة جديدة عبر هذا السلك بنهايتها بالون غير منفوخ ، ويتم نفخ البالون لمدة دقيقة أو اثنتين، (بما أن البالون يعمل على إغلاق الشريان بشكل مؤقت ، فقد يشعر المريض بألم بالصدر أثناء نفخ البالون، مما يستوجب على المريض أخبار الطبيب بذلك وحينه يقوم الطبيب أو المساعد بتنفيس البلون ويزول الألم ).
ثم ينتظر الطبيب بعض الوقت الدقائق ويكرر نفخ البالون عدة مرات ، ثم يتم سحب القثطرة والبالون واخذ صورة جديدة للشريان حتى يتم التأكد من توسيعه .

8- ماذا يحدث بعد الأجراء ( PTCA )

بعد الأجراء يؤخذ المريض إلى غرفة العناية المركزية للقلب (CCU ) حيث يتم مراقبة الضغط والنبض وتخطيط القلب خلال الليل . كما يتم اخذ عدة عينات من الدم للتأكد من عدم وجود أي أذى لعضلة القلب ، ويجب على المريض أن يخبر الممرض المسؤول عن أية آلام بالصدر . ولا يسمح للمريض بالأكل أو الشراب أول ساعة بعد الأجراء ولكن بعد ساعة يمكنه تناول السوائل ، وبعد ساعتين تناول الطعام . ويجب على المريض الإكثار من السوائل والماء حتى تقوم بغسل الصبغة الموجودة بالدم واخراجها مع البول .
وتبقى القثطرة الصغيرة وضعت أولا في المنطقة الاربية داخل الشريان الفخدي لمدة 5 ساعات بعد الأجراء مما يسمح لتأثير المميع ( Heparin ) أن يزول وخلال هذا الوقت يجب أن يبقي المريض مستلقيا على ظهره ، ومادا ساقه التي بها القثطرة بشكل مستقيم تماما .
ويقوم الممرض المسؤول بفحص منطقة الجرح والساق للتأكد من عدم وجود نزف ، وفحص النبض من القدم بشكل مستمر ، وبعد ست ساعات تقريبا ، يقوم الطبيب أو الممرض المسؤول بنزع القثطرة الصغيرة والضغط مكانها لمدة 30 دقيقة لتوقيف أي نزف .
ومن ثم يتم وضع ضمادات على مكان الجرح ويبقي المريض مرتاحا بالسرير لمدة 24 ساعة ويجب على المريض أن يضغط بيده على منطقة الجرح فوق الضمادات في أي لحظة يحتاج بها لان يعطس أو يسعل .

9- هل يعتبر هذا الأجراء ناجحا لجميع الناس :

يعتبر هذا الأجراء ناجحا عند اكثر من 95 % من المرضى ولكن في بعض الحالات القليلة يتعذر إدخال البالون بسبب تضيق شديد بالشريان أو بسبب طبيعة مكان التضيق في هذه الحالات يتم الرجوع إلى العلاج بواسطة الأدوية أو الاتجاه لاجراء عملية جراحية . وفي القليل من الحالات قد تحدث مشاكل، مثل انغلاق كامل للشريان بسبب جلطة أو تشنج الشريان أو انهيار الجدار الداخلي للشريان وفي هذه الحالة يتم التدخل الجراحي السريع لإنقاذ الشريان .

10- ماذا تتوقع بعد الرجوع إلى البيت .

إذا لم يحدث مشاكل ، يمكن العودة إلى البيت بعد يوم أو يومين ، ويستطيع المريض أن يرى تحسن كامل بالم الصدر . ويتم أجراء فحص الجهد بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع للتأكد من فتح الشريان بشكل طبيعي .

11- هل يمكن أن تعود هذه التضيقات بالشريان :

يمكن أن يعود التضيق بعد عدة اشهر عند بعض الأشخاص ، فإذا حدث ذلك ، سيشعر المريض بعودة الألم في الصدر عندها يجب على الشخص أن يبلغ طبيبه بذلك حيث يتم أجراء فحص جهد جديد وقد يحتاج إلى قثطرة جديدة ، فإذا اثبت وجود تضيق يمكن عمل أجراء فتح للشريان مرة أخرى (PTCA) وبشكل عام يعتبر الأجراء الثاني اكثر فاعلية من الأجراء الأول للحصول على نتائج إيجابية على المدى الطويل .

12- هل يمكن منع حدوث تصلب الشرايين :

الصحيح انه لا يمكن منع ذلك نهائيا ، ولكن يمكن التقليل من احتمالية حدوث ذلك إلى حد بعيد باتباع التالي :-

1- التوقف عن التدخين بشكل كامل .
2- تناول الطعام قليل الكوليسترول والدهون الحيوانية .
3- الحفاظ على الوزن المثالي .
4- الحفاظ على التمارين الرياضية بشكل منتظم .
5- التقليل من التوتر والانفعال .
6- الحفاظ على الضغط الشرياني ضمن الحدود الطبيعية .
7- الحفاظ على السكر بالدم ضمن الحدود الطبيعية