قصور القلب الاحتقاني

صفات عامة :

يعتبر القلب أطول أعضاء البدن عمرا ، وفي المتوسط ، يدق ما مقداره ثلاثة ملايين مرة أثناء الحياة ، وعلى مر السنين ، يؤدي هذا العمل الشاق الى بعض التمزقات والتلف في العضلة القلبية محدثا تغييرا في بنيتها ، ولكن مثل هذه التغيرات - والتي تاتي مع تقدم السن - تختلف عن قصور القلب الاحتقاني . ان قصور القلب - وهو التعبير الذي يطلق على عدم قدرة القلب على ضخ الدم - يتسبب به عادة : المرض . ومع انه يظهر بصورة مفاجئة ، الا ان تطوره يكون قد مر عليه زمن طويل ( أي انه يتطور ببطء حتى يظهر للعيان بصورة مفاجئة ). فعندما يظهر القصور ، تتخرب الدورة الدموية مؤدية لظهور أعراض مترقية منها الالم والضعف التام ، والتي يمكن السيطرة على اغلبها بالعلاج المناسب ، الا ان تركها قد يقود الى الموت .

الأسباب :

ان القلب الطبيعي قادر على تحمل عبء إضافي ،ببساطة ‍ ‍‍‍‍‍‍‍بأن يدق بسرعة اكبر وبقوة اكثر ، فمثلا يشكل العدو والسباحة ، وغيرها من النشاطات الفيزيائية حملا إضافيا يستطيع أي قلب صحيح ان يتجاوب معه فورا وبسهولة ، ولكن الخطر في ان يصبح هذا الحمل مستمرا ، او بان يكون كبيرا جدا بحيث لا يستطيع القلب التجاوب معه كما يحدث مثلا في حالة ارتفاع الضغط الشرياني ( المستمر ) ، حيث يشكل الجهد الذي يستطيع دفع الدم عبر أوعية غير مرنه ، عبئا كبيرا على القلب ويساهم في بدء قصوره ، كذلك فان أي إصابة او أذية في عضلة القلب مثل انسداد الشريان الاكليلي بخثرة تؤدي لنوبة احتشاء قلبي ، قد تضعف من تقلص القلب وتؤدي لقصوره . وقد يحدث قصوره القلب أيضا من إصابة في بنية أحد صماماته او تخرب فيها بسبب حمى رثوية او التهاب بكتيري مؤدية لتضيق وانسداد في الصمام او لتوسع وقلس فيه . وهناك اضطرابات أخرى لا تعزى مباشرة الى الوظيفة القلبية ، قد تؤدي لقصور القلب ، مثل فقر الدم الشديد الذي ينقص من أكسجين الدم الواصل الى الخلايا مؤديا لإرهاق القلب في ضخ دم غير مؤكسج لكافة أنحاء الجسم بنبض متسارع ضعيف . وكذلك عوز الفيتامين B1 الشديد والذي لقصور القلب ، ومثله فرط نشاط الغدة الدرقية وفي القلب المنهك والضعيف ، يؤثر الانتان المزمن مع الحمى المتكررة مؤديا لقصوره .

الأعراض

عندما تتداعى وظيفة القلب كمضخة ، لا يعود الدم يجرى بصورة طبيعية الى أنحاء الجسم والى الأعضاء النبيلة ، وتكون النتيجة ، ظهورا أعراض الوهن والضعف بصورة متزايدة ، والكثير منها لا يوحي بإصابة قلبية ، اذ تظهر بعض الأعراض الدالة على نقص تروية الدماغ ، حيث مراكز التنفس ، وبسبب نقص الأكسجين ، يظهر عليها الخلل في أداء وظيفتها ، اما الكلى ، فلا تعود قادرة على تصريف كمية السوائل من البدن ، وقد يحدث هذا بسبب القلب القاصر نفسه ، اذ لا يكون قادرا على تصريف كمية السوائل الزائدة وضخها في دوران فاعل فتبدأ بالتجمع في الرئتين والكبد وفي أنسجة أعضاء أخرى ، مؤدية لظهور واحد من أهم الأعراض الدالة على قصور القلب : قصور القلب الاحتقاني ، واكثر أعراضه شيوعا :

صعوبة التنفس :

التي تعرف طبيا - بالزلة التنفسية - وهي العرض المبكر الأول المنذر بحدوث قصور القلب ، وتترقي عادة تدريجيا ، وفي الحقيقة ، نادرا ما يلاحظها المريض الا عندما يصعد مرتفعا يشعر بصعوبة في التنفس لاول مرة ، او بعد الشعور بالحاجة الملحة للتوقف بعد المشي لمسافة قصيرة ، لاخذ نفس .

تسارع النبض

ويحدث تقريبا في نفس وقت حدوث الزلة ، اذ قد يلاحظ المريض ان قلبه يخفق بسرعة في بعض الاحيان ، وهو ايضا ، عرض باكر من اعراض قصور القلب ، ويظهر هذا العرض لان العضلة القلبية المرهقة تحاول المعاوضة في عدم قدرتها على ضخ الكمية الطبيعية اللازمة من الدم في الضربة الواحدة بان تزيد عدد الضربات لتضخ كمية اكبر .

الوذمة ( التورم والانتفاخ ) :

وتحدث بسبب التراكم الشديد للسوائل ، ويعلن هذا العرض عن نفسه عبر الزيادة الظاهرية غير المتوقعة في الوزن ( من 5-10-15 باوند ) . واول ما يظهر التورم في الكاحلين ، حيث يتوذم الكاحلان أثناء النهار ويعودان لطبيعتهما ليلا ، وعندما تزداد الوذمة ، تصبح الزيادة في الوزن ملاحظة خاصة في الأذرع والأرجل .

الزلة التنفسية الليلية

وتظهر في شكلين ، كلاهما يصاحب المراحل الأخيرة من قصور القلب ، والأقل خطورة هو الشكل الذي يتعلق بوضعية النوم ، فإذا نام الشخص بصورة مستوية على وسادة واحدة فقط ، فقد يصحو على سعال او شعور بالاختناق ، والأكثر من ذلك ان يصحو شاكيا من اختناق محقن ، ويعرف هذا بنوبات الزلة الاشتدادية الليلية ، ويرافق هذا الشعور تسرع شديد في النبض وقد ينتهي خلال بضع دقائق او قد يستمر لساعة او اكثر .

العلاج كما في معظم الأمراض ، كلما كان التشخيص باكرا ، كلما كان العلاج انجح ، وكذلك في قصور القلب اذا من المهم ان تكشف أول أعراضه وان يقدم العون الطبي اللازم للمريض عند ظهورها . اذا كنت مصابا بقصور القلب ، فعلى الأرجح سينصحك الطبيب بواحدة او اكثر من الخطوات التالية : ان انجح وسيلة لعلاج القصور القلبي هي بمعالجة السبب ، والهدف الأساسي من الفحص الطبي الفيزيائي التام هو معرفة هذا السبب ، فإذا كان ارتفاع الضغط الشرياني هو السبب مثلا ، فان السيطرة علية ستجعل علاج قصور القلب ممكنا ، اما اذا كان السبب احتشاء القلب ، فان الراحة والخضوع لبرنامج العناية الحثيثة ستكون مجدية .

الأدوية :

يعالج قصور القلب المترقي بواحد او اكثر من الأدوية ، وعموما ، يلبي كل ريجيم للعلاج متطلبات وطبيعة المريض المعالج ، والهدف من العلاج في النهاية ، تحسين وظيفة العضلة القلبية في قدرتها على ضخ الدم ، والتقليل من الاحتقان ومنع احتباس السوائل ، وتنشيط الدورة الدموية . استخدم الديجيتال منذ قرنين بشكل رئيسي في تحسين وظيفة العضلة القلبية في قدرتها على ضخ الدم وزيادة قلوصيتها ، واستعملت المدرات في تدبير الاحتقان ومنع احتباس السوائل مع اتباع حمية قليلة الملح ، فإذا لم تكن هذه الأدوية مؤثرة ، وضعت أدوية أخرى لتحسين النتاج القلبي والدورة الدموية ومنع حدوث الاحتقان . عوامل تتعلق بنمط الحياة : ينصح أطباء القلب بضرورة إنقاص الوزن قدر المستطاع عند الشاكين من قصور القلب ، مع اتباع حمية قليلة الملح ( لان الملح يحرص على حبس السوائل ). كما ينصحون بالحد من النشاطات الفيزيائية المجهدة .

الخلاصة :

 قصور القلب الاحتقاني - أي قصوره عن ضخ الدم بصورة طبيعية الى أنحاء الجسم - هو مرض ممكن معالجته عندما تكتشف أعراضه باكرا وينتبه لها الطبيب ، اذ تكون الأعراض حينها قابلة للتراجع وممكن السيطرة عليها بالعلاج وتعديل نمط الحياة بصورة مناسبة .

قصور القلب الاحتقاني صفات عامة يعتبر القلب أطول أعضاء البدن عمرا ، وفي المتوسط ، يدق ما مقداره ثلاثة ملايين مرة أثناء الحياة ، وعلى مر السنين ، يؤدي هذا العمل الشاق الى بعض التمزقات والتلف في العضلة القلبية محدثا تغييرا في بنيتها . ولكن مثل هذه التغيرات - والتي تاتي مع تقدم السن - تختلف عن قصور القلب الاحتقاني. ان قصور القلب- وهو التعبير الذي يطلق على عدم قدرة القلب على ضخ الدم -يتسبب به عادة : المرض . ومع انه يظهر بصورة مفاجئة ، الا ان تطوره يكون قد مر عليه زمن طويل ( أي انه يتطور ببطء حتى يظهر للعيان بصورة مفاجئة ). فعندما يحدث القصور ، تتخرب الدورة الدموية مؤدية لظهور اعراض مترقية منها الالم والضعف التام، والتي يمكن السيطرة على اغلبها بالعلاج المناسب ، الا ان تركها قد يقود الى الموت .

الأسباب

ان القلب الطبيعي قادر على تحمل عبء إضافي ببساطة ، بان يدق بسرعة اكبر وبقوة اكثر ، فمثلا ، يشكل العدو والسباحة ، وغيرهما من النشاطات الفيزيائية حملا إضافيا يستطيع أي قلب صحيح ان يتجاوب معه فورا وبسهولة . ولكن الخطر في ان يصبح هذا الحمل مستمرا ، او بان يكون كبير جدا بحيث لا يستطيع القلب التجاوب معه كما يحدث مثلا في حاله ارتفاع الضغط الشرياني ( المستمر ) ، حيث يشكل الجهد الذي يستطيع دفع الدم عبر أوعية غير مرنه ، عبئا كبيرا على القلب ويساهم في بدء قصوره . كذلك ، فان أي إصابة او اذية في عضلة القلب مثل انسداد الشريان الاكليلي بخثرة تؤدي لنوبة احتشاء قلبي ، قد تضعف من تقلص القلب وتؤدي لقصوره ، وقد يحدث قصور القلب ايضا من إصابة في بنية أحد صماماته او تخرب فيها بسبب حمى رثوية او التهاب بكتيري مؤدية لتضيق وانسداد في الصمام او لتوسع وقلس فيه . وهناك اضطرابات أخرى لا تعزى مباشرة الى الوظيفة القلبية ، قد تؤدي لقصور القلب ، مثل فقر الدم الشديد الذي ينقص من أكسجين الدم الواصل الى الخلايا مؤديا لارهاق القلب في ضخ دم غير مؤكسج لكافة أنحاء الجسم بنبض متسارع ضعيف . وكذلك عوز الفيتامين أ الشديد يؤدي لقصور القلب ، ومثلة فرط نشاط الغدة الدرقية وفي القلب المنهك والضعيف يؤثر الانتان المزمن مع الحمى المتكررة مؤديا لقصوره .

الأعراض

عندما تتداعى وظيفة القلب كمضخة ، لا يعود الدم يجري بصورة طبيعية الى أنحاء الجسم والى الأعضاء الحساسة ، وتكون النتيجة ، ظهور اعراض الوهن والضعف بصورة متزايدة . والكثير فيها لا يوحي بإصابة قلبية ، اذ تظهر بعض الاعراض الدالة على نقص تروية الدماغ ، حيث مراكز التنفس ، وبسبب نقص الأكسجين ، يظهر عليها الخلل في أداء وظيفتها . اما الكلى ، فلا تعود قادرة على تصريف السوائل من البدن . وقد يحدث هذا بسبب القلب القاصر نفسه ، اذ لا يكون قادرا على تصريف كمية السوائل الزائدة وضخها في دوران فاعل ، فتبدأ بالتجمع في الرئتين والكبد وفي أنسجة أعضاء أخرى مؤدية لظهور واحد من أهم الاعراض الدالة على قصور القلب : قصور القلب الاحتقاني ، واكثر أعراضه شيوعا :

اولا : صعوبة التنفس التي تعرف طبيا -بالزلة التنفسية-وهي العرض المبكر الاول المنذر بحدوث قصور القلب .وتترقى عادة تدريجيا ، وفي الحقيقة ، نادرا ما يلاحظها المريض الا عندما يصعد مرتفعا يشعر بصعوبة في التنفس لاول مرة ،او بعد الشعور بالحاجة الملحة للتوقف بعد المشي لمسافة قصيرة لاخذ نفس .

ثانيا : تسارع النبض

ويحدث تقريبا في نفس وقت حدوث الزلة ،اذ قد يلاحظ المريض ان قلبه يخفق بسرعة في بعض الاحيان ،وهو ايضا عرض باكر من اعراض قصور القلب ،ويظهر هذا العرض لان العضلة القلبية المرهقة تحاول المعاوضة في عدم قدرتها على ضخ الكمية الطبيعية اللازمة من الدم في الضربة الواحدة بان تزيد عدد الضربات لتضخ كمية اكبر .

ثالثا : الوذمة ( التورم والانتفاخ )

وتحدث بسبب التراكم الشديد للسوائل ، ويعلن هذا العرض عن نفسه عبر الزيادة الظاهرية غير المتوقعة في الوزن من ( 5-10-15 باوند ) .واول ما يظهر التورم في الكاحلين ، حيث يتوذم الكاحلان أثناء النهار ويعودان لطبيعتهما ليلا ، وعندما تزداد الوذمة ،تصبح الزيادة في الوزن ملاحظة خاصة في الأذرع والأرجل .

رابعا : الزلة التنفسية الليلية

وتظهر في شكلين ،كلاهما يصاحب المراحل الأخيرة من قصور القلب ، والأقل خطورة هو الشكل الذي يتعلق بوضعية النوم ، فإذا نام الشخص بصورة مستوية على وسادة واحدة فقط ،فقد يصحو على سعال او شعور بالاختناق ،والأكثر من ذلك ان يصحو شاكيا من اختناق محقن ، ويعرف هذا بنوبات الزلة الاشتدادية الليلية ،ويرافق هذا الشعور تسرع شديد للنبض وقد ينتهي خلال بضع دقائق او قد يستمر لساعة او اكثر .

العلاج

كما في معظم الأمراض ،كلما كان التشخيص باكرا ،كان العلاج انجح وكذلك في قصور القلب اذ من المهم ان تكتشف أول أعراضه وان يقدم العون الطبي اللازم للمريض عند ظهورها. اذا كنت مصابا بقصور القلب ، فعلى الأرجح سينصحك الطبيب بواحدة او اكثر من الخطوات التالية : اولا : ان انجح وسيلة لعلاج القصور القلبي هي بمعالجة السبب ، والهدف الأساسي من الفحص الطبي الفيزيائي التام هو معرفة هذا السبب ،فإذا كان ارتفاع الضغط الشرياني هو السبب مثلا، فان السيطرة علية ستجعل علاج قصور القلب ممكنا ،اما اذا كان السبب احتشاء القلب ،فان الراحة والخضوع لبرنامج العناية الحثيثة ستكون مجدية .

ثانيا : الأدوية :يعالج قصور القلب المترقي بواحد او اكثر من الأدوية ،وعموما ،يلبي كل نظام للعلاج متطلبات وطبيعة المريض المعالج .والهدف من العلاج في النهاية تحسين وظيفة العضلة القلبية في قدرتها على ضخ الدم ،والتقليل من الاحتقان واحتباس السوائل وتنشيط الدورة الدموية . استخدم الديجيتال منذ قرنين بشكل رئيس في تحسين وظيفة العضلة القلبية في قدرتها على ضخ الدم وزيادة قلوصيتها ،واستعملت المدرات في تدبير الاحتقان ومنع احتباس السوائل مع اتباع حمية قليلة الملح ،فاذا لم تكن هذه الادوية مؤثرة ،وضعت أدوية اخرى لتحسين النتاج القلبي والدورة الدموية ومنع حدوث الاحتقان .

ثالثا :عوامل تتعلق بنمط الحياة ينصح اطباء القلب بضرورة إنقاص الوزن قدر المستطاع عند الشاكين من قصور القلب ،مع اتباع حمية قليلة الملح (لان الملح يحرض على حبس السوائل ).كما ينصحون بالحد من النشاطات الفيزيائية المجهدة .

الخلاصة

قصور القلب الاحتقاني -أي قصوره عن ضخ الدم بصورة طبيعية الى أنحاء الجسم -هو مرض ممكن معالجته عندما تكتشف أعراضه باكرا ويتنبه لها الطبيب ،اذ تكون الاعراض حينها قابلة للتراجع وممكن السيطرة عليها بالعلاج وتعديل نمط الحياة بصورة مناسبة .